الثلاثاء، 29 يناير 2013


حنين


أندهش للغاية أن ذلك الإحساس يراودنى الآن..
عادة يقترن عندى الشعور بالحنين ببداية حلول الشتاء..أجدنى وقتها أعود بالزمن للوراء..أفتقد أيام زمان..ناس زمان..حتى إحساس زمان كان مختلف!


أفتقد كل هذه الأوقات التى أدرك جيدا ً أنها لن تعود مرة آخرى..حتى آلة الزمن تلك التى دارت عنها الكثير من الأفلام فهى إما أن تعود بك لزمن سحيق لم تحياه أو تلقى بك فى مستقبل بعيد ربما لن تمتد بك سنوات العمر لتعيشه.. لا أذكر أننى رأيت فيلما ً أخذت فيه آلة الزمن الأبطال إلى حيث يريدون تماماً.


زمان فى مفهومى ليس زمنا  ً سحيقا ً..لست أنا تلك العجوز التى تتندم  على أيام الصبا و الشباب..بل أنا صبية تفتقد وقت أن كان بالحياة حياة..قبل أن تزدحم الأيام بكل هذه المهاترات السخيفة..قبل أن نقع فريسة لحوارات لابد أن تُقال..و مواقف لابد أن تواجهها..و أيام عليك أن تحياها.


يقتلنى ذلك الحنين لأصدقائى..لأيامنا قبل أن تختلف الظروف و تبعد بيننا المسافات ..قبل أن تفصلنا البلدان ..وقت أن كانت الحياة بسيطة و الخيارات رغم محدوديتها إلا أنها كانت جميعها تسعدك.


أفتقد حتى هؤلاء اللذين لم تجمعنى بهم صداقة قوية..و لكنها كانت زمالة كفيلة بإضفاء معنى ما على حياتك..هل تعرف هؤلاء اللذين تملأ أخبارهم حياتك " بدوشة محببة "..تتابع قصصهم ..مغامراتهم..تستمتع جداً بإختلافهم عنك..لأنه إختلاف كان يقضى على رتابة و ركود الحياة..كان لديهم دائما ً جديد " يدوشوك بيه".


العجيب فقط أن  يزورنى هذا الإحساس فى غير الموعد المعتاد..و لكن حقا ً ليس للحنين وقت..فهو يغزوك دائما ً فى الوقت الذى تعتقد فيه أنك تحررت  من الذكرى ليدهشك  بأنك أضعف من النسيان !



 " خناقة " لم تكتمل بعد


من باب التجديد ،،قدمت للالتحاق بهذه الدورة التدريبية


فى الواقع لم يكن تجديد بقدر ما كانت رغبة فى فعل اى شىء مجنون..بشكل أدق كانت رغبة فى الخروج عن المألوف..و بالقطع لن يكون هناك ما هو غير روتينى بالنسبة لى  أكثر من الالتحاق بدورة للتنمية البشرية!!

طالما كانت نظرتى للتنمية البشرية بأنها محاولة لأن يبدو الهزل جد..مجموعة من العبارات التى إن دققت فيها لا يمكن إلا ان تقع من الضحك..بربك مثلا كيف يمكن أن تتغلب على مشكلة ما بأن تقرر فقط أن تبتسم للحياة..دعك من هذا ،،أخبرنى كيف يمكن أن أجد الطاقة الايجابية تلك التى لا يخلو أى حديث عن التنمية البشرية منها ..او بربك أخبرنى كيف سيحدث " الشيفت 180 درجة " فقط حينما اردد أن غداً سيكون أفضل قبل النوم ثلاث مرات !!


كان هذا ملخص نظرتى لتلك الدورات..عبارات مبتذلة سخيفة يصل فيها التفاؤل لحد كوميدى ساذج أحياناً،، لذا قررت الالتحاق بالدورة،،لا لأن أعمق معرفتى عن التنمية البشرية أو لأصحح نظرتى تجاهها،،و إنما لأننى أردت أن تتوفر لى فرصة  " للخناق" مع مدربى هذه الدورات..كان ذلك جزء من كم شر غير عادى أشعر به مؤخراً !


بدأت الدورة..المدهش كان أمران:-

 - الأول اننى لم أقوى على " الخناق"..كان منطق أشبه بأن تحوى فى قلبك كلام كثير جداً و ما أن يحين الوقت ..لا تتفوه بكلمة!

- الثانى انك ستجد نفسك أحيانا ً فى حاجة لهذا الكلام المستهلك جداً..ستجد أنك تحتاج أحياناً لمن يخبرك أنك قوى..موهوب..بداخلك شيئاً ما يميزك..الى اخر ذلك من هذه الصياغات....ستندهش من تأثرك بها..بل بإحتياجك لها بعض الاحيان !