الجمعة، 11 أكتوبر 2013

عودة

و لنعيد الأشياء سيرتها الأولى..يوم أن كانت نظرتنا نحو كل بسيط مغلفة بالرضا..يوم لم نتطلع إلى كل هذا الزخرف الخادع..يوم كنا فى طرق مختلفة، فلم يضنينا البحث عن طريق واحد..يوم كنا تائهين فى عالم  رحب واسع ،قبل التيه فى عالمنا الضيق الخانق.. يوم كنا قادرين على العيش مع واقع ليس جميلاً و لكنه كان قادر على إستيعابنا..


ولنعيد الاشياء سيرتها الأولى..قبل قدرتنا على الحلم..قبل تطلعنا لما ما لسنا فيه وغير قادرين على إمتلاكه..قبل أن نكتشف خيبة عدم القدرة على الوصول بالحلم لحيز الملموس،،قبل إكتشاف ألم الخذلان و مرارة الوجع.. 


ولنعيد الأشياء سيرتها الأولى..يوم لم يهز أعماقنا شىء..يوم كنا أعتى و أشرس مع الحياة..قبل إكتشاف حقيقة هشاشتنا..وعمق ضعفنا..يوم كان الاستمرار شعارنا تحت أى ظرف..يوم كان الوقوع استثناء الاستثناءات فى لحظات لا تدوم طويلاً..


و لنعيد الأشياء سيرتها الأولى..قبل أن كنا نشعر..يوم كنا قادرين على التحكم فى أنفسنا وكل شىء حولنا..قبل صخب القلب ..يوم سكونه و سكوننا و سكون عالمنا..يوم كنا نختار ألا ندخل فى تلك الدائرة المفرغة ..يوم كنا مرتضيين بأن نظل على حدود الدائرة دون المساس حتى بأطرافها..و إلا الإنجراف..كمثلث برمودا..يلتهمك داخله فى لحظة فتذوب و كأنك لم تكن..دون أن تتاح لك حتى فرصة العودة  ليعرف أحد  عن مآساتك يوماً..إذن فلننج بأنفسنا من هذا..و نعيد فحسب الأشياء سيرتها الأولى قبل أن يكون مصيرنا الذوبان فى منطقة لا تؤدى لأى مكان .


و لإعادة الأشياء سيرتها الأولى..فقط دعنا ننتهى من كل هذا الشىء الملتبس..نعود أدراجنا الأولى .. ربما دوائرنا بلغة الحساب.. لا يجوز لها  التكامل و لا الإتحاد !