الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

على صعيد إنسانى

إنها تلك المساحة التى يُسمح لك فيها بالحديث إلى نفسك بصوت عالى ..بتوثيق كتابى يمكنك الرجوع إليه كشاهد على مرحلة ما من حياتك..


و انا اليوم أشتهى أن أحدثنى ..أن استمع إلى َ فى محاولة منى لفهمى !
و ليس لى إلا تلك المساحة لتحتوى ضجرى و ألمى و حنينى و إرتباكى ..وتحتوينى كلى ..و ليس لى من دون الكتابة وسيلة للتوثيق ..ولا سوى كل هذا الارتباك مادة مجدية للكتابة .
إذن من أين أبدأ ..


من ضجرى .. هو ضجر ممن أوصلنا جميعا لتلك المرحلة من الاعتراك لا السياسى ..فالوضع السياسى بات لا يعنينى فى شىء..ملعونة الكراسى و السلطة ..و لكنها حالة إعتراك إنسانى كفيلة بأن تسقطك صريع الاكتئاب حينما تدرك أنك كإنسان لا قيمة لك ..دمك لا يعنى شىء..عرضك لا يساوى شىء..انت يا من تمثل عظمة السر الإلهى.. على الأرض لا تساوى شىء.. و السخرية أن من قرر أنك لا شىء..هو أيضا ً إنسان،،و لكن بحسبة تبعد ألاف السنين الضوئية عن العقل و المنطق و لسبب غير مفهوم..انت انسان لا تساوى شىء..و غيرك إنسان يساوى كل شىء..و القضية نسبية..إنسانيتك تقاس بفكرة تعتنقها لا بروح بثها الله فيك.. إذن انت لست إنسان طوال وقت..ياللسخرية..انت إنسان نسبى حسب أفكارك!



من ألمى .. انا حقا ً موجوعة.. الوجع النفسى يمتد لينعكس على جسدى.. رغبة مفرطة فى ألا أغادر الفراش لأن لا نفسية تحتمل الإختلاط بالبشر و لا جسد قادر على أن يحملنى..و كيف له أن يحتمل وجع حقيقة أن  عالمك يعيد ترتيب أوراقه منك.. لأن فكرك لم يعد كفكر سكان هذا العالم.. بالقطع أقصد عالمى الصغير من المقربين.. فجأة أصبحنا نعانى إغتراب من نوع ما..لأن أفكارنا لم تعد على نفس الخط.. مازلنا نسكن نفس العالم..و لكنه بات أضيق من أن يحتوينا بكل هذه التصنيفات المتطرفة التى أصبحنا نلصقها ببعضنا البعض عبثاً..تقتلنى حقيقة أنه أصبح من العقل ألا تتناقش مع كل هؤلاء المقربون لقلبك حفاظا ً على ما بينكم.. حقيقة أنك ستكتشف ان علاقات كثيرة كنت تحسبها عميقة أصبحت هشة لدرجة مخيفة بفعل قضية لم تتكشف بعد حقيقتها..بينما كشفت لك حقيقة اننا جميعا ً تحولنا لكائنات شرهة..شراهتها ليست دفاعا ً عن معتقد فى المقام الأول بقدر ما هى شراهة لنسف من يخالف هذا المعتقد دون أن يتأكد لنا سلامته من الأساس و ما إن كان يستحق أن يحولنا لمسوخ بهذ الشكل.


من حنينى .. يا الله..إنه حنين جارف..قاتل لكل تلك الأيام التى لم يكن يعرف الوجع إليها طريقا ً..كان وجعها مقارنة بالأوجاع الحالية..ترهات ..مجرد ترهات ..و للسخرية فهذه حقيقة مبكية أيضا ً أن تكتشف ان المآسى تتطور لدرجة تجعل  مأساة مقارنة بمأساة اخرى ..لاشىء...هل ثمة مأساة أكبر من ذلك !.


من ارتباكى..ارتباكى الجميل الذى طحنته ظروف جعلتنى أشعر انه من الانانية ان أفكر فى نفسى متناسية كل ما نعيشه اليوم.. ارتباك جميل  توارى وسط كل هذا الضجر و الالم.. ثم استيقظ رغما ً عنى متحالفا ً مع الحنين ليثبت لى أنه أقوى من التجاهل و أننى أضعف من تلك القوة التى زعمتها فى نفسى ..انه ارتباك..مؤلم..موجع..قاس..جميل !