السبت، 23 فبراير 2013

التقدم سنا ً ..و التراجع حلما ً (1)

 

يبدو أنها أصبحت الطريقة المثلى لأتمكن من الكتابة..أترك نفسى للموسيقى إلى أن تكتمل عندى حالة الشجن ..و تنتفض الكلمات لأكتب..


لم أعد أفكر كثيراً فى خاطرة مميزة..فى قصة مختلفة..فقط أترك نفسى للكلمات ..تعصانى كثيراً و لكننى أعرف أنها فى النهاية ستأتينى ..هى منى و أنا أعتدت على التأخير فى شتى أمور حياتى..لذا حيت تعصانى الكلمات أعرف أنها مثل البقية ستغيب قليلاً أو كثيراً و لكنها ستأتى..و إذا لم تأت مثل كثير من الأمور أيضا ً يكفينى أننى أنتظرتها و لم أختر السهل..لم أختر المفارقة لأن بها " راحة الدماغ" !


 يستهوينى الآن أن أكتب عن تلك التجربة ..تجربة " أن تكبر" ..يبدو أن سذاجة غير عادية تجرعناها منذ الصغر عن مفهوم " أن تكبر " ..ما علمونا إياه يتلخص فى أنك  حينما تكبر ستصبح سيد قرارك..مالك كل المفاتيح التى لم يؤهلك صغر سنك أن تمتلكها.. أن تكبر هو وقت كل الأحلام المؤجلة لتحققهها..


نظريات كاذبة طالما غرست فينا من مجتمع أحمق لا يجيد تعليمك أن كونك نفسك و إستمتاعك بما تشتهيه لا يرتبط إرتباطا شرطيا ً بأى شىء..و لا أى شخص..تماما ً تماما  ً مثل تلك النظرية البائسة أيضا ً عن أن تؤجل الفتاة أحلامها إلى أن يأتى الفارس المنتظر فتلقى عليه تلال من الأحلام المؤجلة و تنتظر منه التنفيذ !



فى الواقع تاهت منى الكلمات مرة أخرى حالياً..تاه منى الوصف الأدق لتلك النظرية بشأن الأحلام و فارس الأحلام..هى ليست مجرد عبث أو سذاجة بلهاء..هى " إستهانة " بما تريد..و" تطويح" لأحلامك ..و " تكدير" لحياتك المستقبلية إذا ما آمنت بالنظرية.. لأنه ببساطة الواقع يتطلب " الرأفة " بفارس الأحلام الذى " تطحن الدنيا " أحلامه...لذا من غير المنصف أن أحمله مسئولية تحقيق أحلامى..سيكون رائع فقط إذا لم يتذمر منها مهما كانت ساذجة بالنسبة له..و ربما سيكون رائعاً إذا شاركنى فيها حتى و لو مشاركة بالفرحة و قت تحقيقها أو بالدعم وقت الفشل..أما أن أحمله مسئولية تحقيقها فهى نظرية تذكرنى دائما بتلك الجملة العبقرية لأستاذتى فى الجامعة حينما قالت ذات مرة"  أن أهم أسباب فشل أى علاقة أن تدخلها بطموحات واسعة ".

المهم..ربما تتشابه نظرية " أن تكبر" مع نظرية " فارس الأحلام" لدرجة كبيرة..نفس منطق تأجيل الأحلام..نفس المعنى المسلوب إذا ما استسلمت لفارق التوقيت.." لما تكبر..لما تكبر..لما تكبر " ..لماذا إذن لا يصلح  أن تصغر الاحلام لتصبح بحجم الطفل الصغير..لماذا عليه أن ينتظر ليكبر..إنه منطق " تطويح الأحلام" مرة أخرى إلى أن تنساها..هل مثلا سيصلح أن تدخر ثمن لعبة و تشتريها " أما تكبر"!



.مع الوقت ستكتشف أن " التطويح " هو أسلوب حياة من مجتمعك .. إنه مجرد هراء من مجتمع عجز أن يعطيك الإجابة الصحيحة لأنه لم يمتلكها يوما ً بسبب أن نفس الأسلوب أعتاده من مجتمعات أقدم..و هكذا..فتكون النتيجة إما أن تتشوه أحلامك أو تتشوه نظرتك للمجتمع أو كلاهما !



فى الواقع أيضا ً يتداخل أسلوب التطويح مع أسلوب الإستسهال ..يطوحون ما تشتهيه لأنهم رأوا أن فى إرجاء أحلامك و تعليقها بمرحلة أو شخص ما " راحة دماغ لهم" و هو أيضا ً أمر يقترن بعدم الجرأة..جرأة تقتضى إخبارك بأن ما تشتهيه هو أمر صعب للغاية ..أليس لهذا سمى حلم ؟! ..و يقترن " بطول البال و التفاوض" طول بال يقتضى مفاوضتك لا للتنازل عن حلمك و إنما لتقريب المسافات بينك و بين حلمك..لإمدادك بالأساليب التى ربما تحتمل أن تقربك مما تشتهيه..


 ربما " التطويح " أسهل من كل هذا ..و لكن التطويح كذب.. أخبرنى بصدق إنى سأفشل و لكن لا تخبرنى كذبا ً أنى سأنجح..وقتها الفشل مهما عظم سيتم إجتيازه..و الكذب مهما صغر سيبدد ثقة كانت موجودة .
 


يتبع..