الخميس، 27 يونيو 2013

أحزان صغيرة كبيرة

 - ما هو التعريف الأمثل للحزن؟ 

- لماذا اصلا ً مهتمة بمعرفة تعريفه..هل سيمنعك ذلك  من الإحساس به؟


 - صمتت لحظات و بدا عليها بعض الإحباط ثم قالت :  أريد فقط تضييق التعريف .. ليس من المنطقى أن تصيبنى تلك  التفاصيل الصغيرة بالحزن..ربما لذلك أسأل ..هل تتملكك  أيضا ً تلك النوبة من الوجع  لمجرد تفاصيل صغيرة تجاوزها غيرك دون ملاحظتها أم أننى إعانى إنحراف ما فى إحساسى  ..ألا يعد ذلك سطحية ..ألا تَعتبر ذلك سذاجة ؟ 


-  السذاجة أن تحاولى تفسير إحساس غمرك..تماما ً كما فى الحب ..يقولون أنه يسمى الوقوع فى الحب لأنه يأتيك عكس كل توقعاتك ، حتى و إن كنت متصالحة مع خطأك فى الحب لا ينفى ذلك الإحساس بالحب،، و الحب و الحزن يا عزيزتى متشابهان ..متداخلان ،يقترن أحدهما بالأخر ، فالحزن أيضا ً إحساس لا يهم إن إصابك لكبيرة  أو لصغيرة..فى النهاية هو إحساس موجع للروح ، حتى و إن سفه السبب فلا ينفى ذلك الحزن..الإحساس بالحزن..ربما فقط  مع صغر السبب تمكنتِ من سرعة تجاوز الأمر.. و لكن لا ينفى ذلك أيضاً الإحساس فى حد ذاته.




 - أتعرف ..ربما لا يكون إحساسى بالوجع لصغائر الأمور حزن..ربما هو "خذلان" .. يقولون أنه فى مرحلة ما ..عند نقطة ما من الخوف  تتساوى كل المخاوف بعدها ..الأمر مماثل مع الحزن أيضا ً ،فعند مرحلة معينة من الحزن تتوقف..لا يمكنك عندها الحزن أكثر ..تستطيع بعدها التعايش و لكن بشعور خفى يلازمك دائماً ..شعور من فرط ملازمته لك يُهيأ لك أنه أختفى ، لكنه فى الحقيقة ذاب فقط بداخلك.. توحد معك للدرجة التى قد تخدعك أحيانا ً.. فى حين أنك فى الحقيقة تستيقظ من النوم و يستيقظ معك..تواصل يومك و هو داخلك..تتجه لفراشك أخر اليوم و أنت تجره معك لوسادتك..  كل ما فى الأمر فقط أنه يتحول مع الوقت من صورة حزن جلى يعيقك عن الاستمرار لخذلان خفى تحمله معك أينما كنت..وقتها لا تكون حزين..تكون شاحب ..مخذول !



هل تفهم ما أقصد بالخذلان..ذلك الإحساس بالشحوب ..بإنسحاب الروح من روحك..بإنتظار لم يتعد كونه إنتظارا ً ....بدعم لم تتلقاه.. و بتلقى ما لم تكن يوما تنتظره من الأيام..بحلم لم يكتمل ..بسيرك عكس المنطق لمجرد إحساس أحمق بداخلك..إحساس لا يكتمل أبدا ً..بإستيقاظك صباحا ً متصالحا ً مع ذلك الوضع المزرى لحياتك و مرتضيه ..الخذلان هو أن "تصاحب" حزنك ..أن يعيش معك و تعيش معه متقبلاً إياه..ألا تعد تنتفض لإحساسك  بالحزن..أن تعتاده تماما ً و تألفه.. ربما تصبح هنا الحياة أسهل بعض الشىء..و لكنها بلا شك تتحول لحياة باهتة ..منطفئة البريق..تصبح حينها الحياة بلا حياة .


 

- تجمد لحظات توحى بإستماع عميق  و أجابها ..ربما لم أكن لأعطيك جوابا  ً أعمق من هذا ..هذا ليس خذلان يا عزيزتى..ربما هذه هى أقصى.. و أقسى درجات الحزن !