الأربعاء، 26 مارس 2014

غرفة صغيرة على البحر

هناك فى عالمى الموازى سأستيقظ صباحاً على فراش يطل على نافذة يعبث الهواء المتسلل إليها بستائرها الخفيفة ..


ستوقظنى أشعة الشمس غير الحارقة..اللطيفة.. و هى تملأ الغرفة بذلك النور الربانى المعلن عن صباح جديد.
سأحتسى كوباً من النسكافيه و أنا أحملق فى البحر الممتد أمام نافذتى..

لا أظن أننى سأستمع وقتها لأى نوع من أنواع الموسيقى..ربما سأوجل ذلك لوقت لا حق فى منتصف اليوم..سأقضى الصباح فى لا شىء سوى الأنس بكوب النسكافيه..و النظر للبحر..و الاستمتاع بنسائم الهواء..وبصوت الستائر و الهواء يلاطفها..و بروحى و هى خفيفة بفعل النسكافيه والبحر و الهواء و الستائر.



فى عالمى الموازى ستكون غرفتى بسيطة للغاية ..ستكون جدرانها ملونة و تفاصيلها مبهجة على رغم بساطتها..و ربما أنا من سألون جدرانها برسومات ساذجة ذات معنى ..و ربما سأعلق عليها بعض الصور و الأوراق التى تحمل ذكرى ما



ربما سيكفينى فى غرفتى  اللاب توب المتصل بالإنترنت..و بعض الكتب ..سأكتب و أقرأ واستمع للموسيقى عبر اللاب توب ..وحينما ترهقنى عينى من أضواء شاشته المزعجة ستؤنسنى الكتب .
سيؤنسنى اللاب توب أيضاً بمحادثات دافئة مع من يمتلكون من القلب مساحة..وجودهم الفعلى فى عالمى الموازى غير أكيد حتى هذه اللحظة..غير محسوم حتى فى خيالى ..ظروف الحياة الصعبة باتت تعبث حتى بخيالى !


المهم..


ستقام على الشاطىء ليلاً حفلات عديدة..موسيقى تغذى الروح و تبدد وحشتها..موسيقى على البحر فى الهواء ليلاً..فى مكان مفتوح حدوده السماء.. مثالى للغاية.



منتصف اليوم ؟
فاتنى الحديث عنه..
بالقطع سأقضيه فى التنقل سيراً عبر كل تلك الأماكن المحيطة بغرفتى المطلة على البحر ..أظن سيكون هناك أسواق عديدة و ناس كثيرون..سأتجول وسطهم..أتنقل بين الوجوه..أندس فى الزحام..أذوب فى الأصوات المتداخلة ..ستلهينى مشاهد عديدة هناك على ما أعتقد..سأتجول أيضاً على الشاطىء..حافية القدمين ..على رماله الساخنة



فى عالمى الموازى هناك  سأهرب من كل شىء ..كل شىء ..من كل القصص..إلا قصة واحد ة سأحملها معى فى كل لحظة..قصة واحدة هى العامل المشترك بين عالم الواقع و عالمى الموازى..أو ربما هى القصة التى سأهرب بسببها من عالم الواقع و لن أستطيع  الهرب منها حتى فى عالمى الموازى.

السبت، 22 مارس 2014

قصاقيص

وننوه أولاً إلى أن القصاقيص عبارة عن حاجات اتكتبت على فترات متباعدة..اتسيفت "بتعطيش الفاء" على اللاب توب..اتنست..اتفتحت بعد كتير..فعشان متروحش زى اللى راحوا..هنّزلها..بأفكارها غير المتكاملة..الناقصة حتة..المقصوصة :)



المقصوصة الأولى :

لأن الوقوف فى منتصف الطريق أقسى من عدم سلكه من البداية..لأن التفريط فيما أمتلكته يوماً أصعب من ألا تملك شيء أساساً..لأن منطقة البين بين أصعب من عدم إنتماءك لأى مكان على الإطلاق..دعنا نكن أى شىء غير ذلك الشىء الكائن وغير الكائن..الموجود وجود ملتبس..الحائر بين إحتمال نعم و آلاف الإحتمالات بلا..دعنا ننجو بأنفسنا من التأرجح بين التصديق من أعمق نقطة فى قلوبنا و مقاومة التصديق بفعل حسابات المنطق و العقل..دعنا نوصل الفراغ بين كلمة قيلت و كلمات أخترنا التراجع عن التفوه بها..دعنا ننتهى من ذلك التيه..ونكن جملة مفيدة....فإما  أن نكون أو لا نكون..لأنه كما يقولون نصف الشىء لا شىء ..لاشىء 



المقصوصة الثانية:


يتسلل لى صوت محى من ذلك " التاب" المفتوح على جهاز اللاب التوب ..يشدو بجملة " قد إيه حلوة الحياة " ،،بينما " التاب" الآخر أطالع فيه مقال ملبد بالأوجاع الوطنية..والعك السياسى ..و الهزيان بأعلى درجاته..بين حلاوة الحياة التى يتغنى بها محى و الحياة الملتبسة التى يعكسها المقال كنت أنا العامل المشترك بين" التابين"..اسمع لهذا بينما أقرأ ذاك..والأمر تعدى كونه مفارقة تجعلك تسخر من اللحظة فقط..الأمر أصبح أعمق من ذلك بكثير..الأمر يتعلق بأسلوب حياة نعيشه حالياً..الوجع محيط بنا..و إختيار الاستمتاع بالحياة رغم الوجع قرار متروك لك..بحياة يجب أن تعيشها بكل ما تحمله الكلمة من معنى وسط كل ذلك الوجع..و العك ..و الهزيان..ألا تستلم ..ألا تستهلك نفسك..ألا تختار الموت اكلينيكياً..و لا أن تحيا صورياً!




 المقصوصة الثالثة:

نظر له وقد أكتسى وجهه بجدية توحى بأنه على وشك  التفوه بكلام  مهم و قال له : العبرة بالخواتيم لا نختلف..و لكن ضع فى يقينك دائما ً أن البدايات توحى بالنهايات..تماسك لتتجاوز الأيام الأولى بأقل خسائر نفسية ممكنة..إن عبرتها بسلام ستهون مصاعب الأيام التالية ..تماماً كمدمن فى رحلة استشفاء يصارع إنسحاب المخدر من جسمه.. أما كيف السبيل لتجاوزها فهى مسألة نسببية حسبما ينجح فى إلهاء كل فرد..و لكن دائما ً " لا تبق وحيدا ً " قاعدة لا تخيب فى هذه الحالات..الإنخراط مع الأخرين يا ولدى حتى رغم إبتذالهم يؤمّن لك قدر من التماسك فى مواجهة هشاشتك.


                                                                            يُتبع..

الخميس، 6 مارس 2014

بلوتو الدور الرابع 6- الرحلة التى أنستنا الحياة

صديقى الفضائى على 

                         بعد التحية و السلام ،،


بالدخول لصلب الموضوع مباشرة لأن ذلك أحوج ما نحتاج إليه فى حياتنا التى تحولت لمجموعة مقدمات لا تصل بنا أبداً لنتائج ،طلت علينا منذ فترة يا صديقى بعض الأخبار عن رحلات للمريخ،لا أذكر تحديدا ً الجهة التى أعلنت عنها و إن كنت أظنها أمريكية،وعلى ما أتذكر أيضاً أن الكائن الأرضى مننا إذا أراد الاشتراك فى هذه الرحلة السياحية فعليه أن يكتب إقراراً ما معناه أنه يتحمل عواقب الرحلة..يُقر بأنه يعى تماماً أنه قد لا يعود مرة أخرى للأرض..هكذا كانت شروط الجهة المنظِمة.



لا أكتب لك لتستغل نفوذك و علاقاتك الواسعة بأصدقائك فى كوكب المريخ لتتقصى لى عن الأمر..لست متحمسة للفكرة أساساً..فمنذ سنة زرت مع أصدقائى دريم بارك وهى مدينة ملاهى فى كوكبنا..و بعد يوم من اللعب و التنطيط جلسنا أنا و أصدقائى نردد على أنفسنا سؤال : " احنا بنعمل فى نفسنا كدة ليه ؟" ..اكتشفنا وقتها أننا أصبحنا أكثر ميلاً لما يمكن أن نسميه خروجات استشفاء الروح..تلك الخروجات التى تلتحم فيها روحك بالطبيعة..نعم يا صديقى تلك الخروجات الأقرب للــ " تناحة " ..بأن تجلس فى صمت تام تستمتع بالشمس ..أو " تتنح " تماماً أمام البحر..أو تجلس بسعادة حمقاء على " ملاية كاروهات " ممتدة على بساط أخضر و " ترغى  رغى يدفّى القلب " .


لذا فدعك من فكرة رحلة المريخ..أعلم أنها لن تبهجنى  ..ولذلك تحديدا ً أكتب لك يا على ،،لن يُخلصنا اختيار مغادرة كوكبنا برمته من التخلص مما يؤلمنا..هى مغامرة..أو انتحار ..هى خطوة غير محسوبة عموماً، لكن الأمل فى حد ذاته بأن مغادرة الكوكب  هى السبيل للحياة أصبحت أراها فكرة مستهلكة تسلبنا أيامنا على هذا الكوكب ..نعم كوكبنا لا يُطاق يا صديقى..ولكن ما الذى نفعله فى الواقع ..ما نفعله هو الزج بأنفسنا فى ركن ضيق للغاية ..فإما مغادرة الكوكب أو لا شىء.." فلا نطول الرحلة..و لا نعرف نعيش لغاية ما تحسم الرحلة أمرها مننا "!


قمة العقل يا صديقى أن نحارب..و نجاهد ..و نقاوم  لنستمتع بحياتنا ..لا أن نستمر فقط..نستمتع بها حتى و إن كان كل  المتاح من الحياة أمامنا هو فقط ذلك الركن الضيق !




هيه..المهم ..دعنى أعترف لك بسر أحمق صغير..
وقت أن جلست لأكتب لك ذلك الخطاب ..ربما كنت أنوى أن أحدثك فى أمر أخر تماماً..أمر يشغلنى بشدة مؤخراً..و باتت هذه طريقتى لمواجهته..تغيير الموضوع تماماً كلما اقتربت من مناقشته !
"ودى لعنة يا صديقى" .. لعنة  أن "تحوم " حول ما تريد .. فلا تصل أبداً و لا تنسى أبداً ..ألم أخبرك يا صديقى فى بداية الخطاب أننا أحوج ما يكون لمزيد من الوضوح و المباشرة فى حياتنا !

لكننى سأحدثك عن هذه اللعنة فى خطاب قريب إن شاء الله.."الموضوع  بس عايز  قعدة حلوة و مج نسكافيه لزوم الشرح و التعبير".. و إلى أن يحدث ذلك فلك منى كل الود و الإحترام.


من كوكب الأرض
                       مع تحياتى ،،