الخميس، 16 يناير 2014

تهويمات بيور 2

هل لها أن تختفى من عالمى لبعض الوقت..هل لنوبات النوستالجيا القاتلة تلك أن تنسى لبعض الوقت   إحتلالى بتلك القوة التى تكاد تسقطنى مهزومة؟ ..هل لها ألا تعيدنى لكل تلك الأوقات الجميلة ..ألا تذّكرنى كم أصبحت أوقاتى حاليا ً موحشة و جافة ..هل لروحى أن تشفى من مرض الحنين؟


هل للأرق أن "يغير " من النوستالجيا وهو يراها منسحبة من عالمى، فيعلن تضامنه معها و يذهب بلا رجعة تاركا ً لى مساحة من النوم الهادىء..بلا تفكير..دون أن تتكدس كل تلك الأفكار لتصارعنى أنا ووسادتى فى تلك الحرب غير المتكافئة التى تتحالف فيها النوستالجيا مع التفكير مع الأرق..ضدى أنا فقط؟ ..أى عدل هذا ؟!



هل لقسوة المسافات أن تتلاشى..ألا تفصلنى خطوط الطول و دوائر العرض و كل تلك التفاصيل الجغرافية اللعينة..عمن تطمئن روحى للقرب منهم؟



هل لكل تلك التحفظات المقيدة لإنطلاق أرواحنا أن تذوب..فقط تذوب ..و تحتل العفوية الكون مُفسحة المجال لكل تلك الكلمات التى تراجعنا عن قولها..هل ثمة مساحة لأن نفعل ما أردناه بشدة و ما نريده كل لحظة بلا خوف..بلا تردد..بلا حسابات عقلية معقدة تجعلنا نتراجع دون أن ننسى  حقا ً ما أردناه؟



هل لى أن أستيقظ يوما ً فأجد تلك المساحة فى عقلى التى تحتفظ بكل الذكريات الموجعة قد أصابها ضرر ما..ضرر صحى يُخّلص روحى من تلك البقايا العالقة بينى و بين الضحكة الصافية ؟



هل لكل تلك التفاصيل البسيطة جدا ً ..جداً حد السذاجة أن تتحول من طور التمنى لطور الحدوث الفعلى، تماما ً كما تأخذ الأطوار مجراها الطبيعى فتحول دودة القز لفراشة جميلة مبهجة تسر الناظرين..هل لأحلامى أن تنطلق كما تنطلق الفراشة مُحّلقة بعيدا  ً فى إتجاه كل تلك الأمكنة ؟ هل لأحلامى  أن تتبدل من الأبيض و الأسود لتكسوها الألوان؟



والأهم..هل لى أن أنهى تدوينتى تلك..الآن..الآن تحديدا ً قبل أن تنهكنى كتابتى عن كل تلك التهويمات ..ربما الممكن الآن وسط كل تلك الأسئلة التعجيزية أن أعّد لنفسى كوبا ً دافئا ً من النسكافيه.. و أغرق فى عالمى الموازى..أغرق فى رائحة القهوة المسكنة للأوجاع..وصوت شيرين المحفز- فى إتجاه مضاد- لكل تلك الأوجاع التى سكّنتها القهوة !