الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

بلوتو الدور الرابع 3 - رأس السنة

طِبت يا صديقى  الفضائى أينما كنت..

نحتفل اليوم على كوكبنا بعام جديد، ولا أعلم هل فى علم الفلك والتقاويم يستوى الأمر فى كل الكواكب أم أن لكم حسابات أخرى للزمن؟، عمومًا يا صديقى لن تمثل هذه النقطة محلاً للخلاف، الزمن أساسًا أصعب من أن نكتشف له طريقة لحسابه بشكل "حقيقى"، صدقنى يا على لا جدوى من الأرقام فى مقابل "الإحساس "بالأيام، وإن كانت تلك الأرقام التى تقفز بسرعة الطائرات النفاثة تزعجنى أحياناً، تُربكنى فكرة ألا تشعر كيف مرت و متى مرت دون أن تدرى..ذلك الإحساس بأن الكثير حولك يتغير..الكثير جداً، وهو ما يٌنّبهك بأن الساعة الرملية لزمنك تتناقص حباتها، ودونما تلك التغييرات التى تأتيك أحياناً كالصفعات ربما تظل أنت فى الغيبوبة  الزمنية، فاقداً للإحساس، المسألة إحساس يا على ..إحساس . 


" والعمر أيامه بتجرى"
لا ليست درامية وإنما هى جملة يتغنى بها الآن سيد مكاوى - مطرب الأنس فى كوكبى أنا الخاص-الذى يأتينى صوته عبر سماعات الأذن التى أضعها.. ياللصدف يا صديقي!
أرجوك يا على إن كانت لديكم كل تلك التكنولوجيا المتقدمة كما تعكسها لنا الأفلام حينما تصور أهل الفضاء يتّنصتون علينا نحن سكان الأرض عبر تلك الشاشت الكبيرة والسماعات الحساسة للصوت، فأرجوك أغتنم الفرصة واستمع بطريقة أو بأخرى لأغنية يا مسهرنى ومكاوى يغنيها على العود: "الصبر دة.. دة مش بإيديا ..والشوق واخدنى فى بحرهواك ..هواك" ♫  


سنتى التى أوشكت ع الاتهاء ؟
لم تكن كمثيلاتها على مدار سنوات عمرى الستة وعشرين، كانت بهم جميعاً يا على، ولكننى ممتنة لكل لحظاتها القاسية جداً، ولكل مواقفها الصعبة جدًا، شكّلتنى يا صديقى، غيّرت فى داخلى شىء ما كان ليتغير إلا من خلال ظروف كهذه، لذا فصدقنى أنا ممتنة لها  رغم أننى ما أن أتذكر بعض التفاصيل إلا ووجدتنى أعبس قليلاً  رغمًا عنى، وأشرد بعض الشىء، لكننى ممتنة لكل ما طالنى فيها من أحداث مُرّكبة، فلولاها ما كنت أنا على الصورة التى أنا عليها اليوم،  أتعلم يا على؟ دعنى من هذه النقطة لا أريد مزيدًا من الإسترسال فيها؛ هى من الأمور التى طالما اجتهدت فى شرحها لن تتمكن من وصفها على نحو ينصف ما عايشته، ألم أخبرك يا صديقى أن المسألة برمتها إحساس؟ دعنى .. دعنى يا صديقى أغنى قليلاً مع مكاوى: 

"تعالى خلى نسيم الليل على جناح الشوق يسرى" ♫



المهم.. لن أطيل عليك فى خطابى اليوم، راسلتك فقط لأتمنى لك  عاماً جميلاً، وإن سْمحت لى ببعض التنظير فدعنى أخبرك بأننى أتمنى لك عامًا بعيد عن كل تلك الخيبات الموجعة للروح، بعيد عن  الخذلان والأمانى المتطايرة فى الهواء،  كل عام وأنت أقرب لنفسك ولما تريد وتشتهى، وأنت تشبه نفسك حقًا، لا ممسوخًا بقسوة ذلك العالم ولا متطبعًا بها، كل عام وأنت مبتسم وسعيد بكل تلك التفاصيل الصغيرة التى تُبهجك، واظب عليها يا صديقى ولا تلق بالاً لمن يُسّفه من أى شىء يُسعدك مهما صغر شأنه، دعهم يستصغرونه وأنعم أنت وسط غفلتهم وانشغالهم بسخافات الحياة بتلك البهجة التى لن يفهموها أبدًا، أمسك فى التفاصيل بكل ما أوتيت من قوة؛ فلولاها يا صديقى لبهتت سنواتنا حقًا.


أعلم أنك ربما تبتسم لحماقتى الآن فى مخاطبتك بلغة أرضية تمامًا- نسبةً إلى كوكب الأرض- ولكننى مستعدة للرهان على أن الإنسانيات واحدة هنا وهناك، ع الأرض أو على بلوتو، وكما أخبرتك من قبل فى رسالة سابقة ، صحيح أنك كائن فضائى ولكنك فى النهاية كائن يسرى عليه ما يسرى على غيره من الإنسانيات، لذا أعلم أن معايدتى تلك ستلمس داخلك شيئًا .


أما أنا، فربما سأسترخ قليلاً،  اُخفض  إضاءة غرفتى بعض الشىء، وأسند رأسى على ذلك الحائط الممتد خلفى لأتفاهم -إن استطعت- مع بعض بقايا العام العالقة فى روحى،  فقط أنا وبعض التصفيات الشخصية، ومكاوى .. "وأقول لروحى وأنا ذنبى إيه .. يقول لى..يقول لى قلبى حلمك عليه". ♫

                                                                                من كوكب الأرض.. مع تحياتى ،،