الخميس، 6 مارس 2014

بلوتو الدور الرابع 6- الرحلة التى أنستنا الحياة

صديقى الفضائى على 

                         بعد التحية و السلام ،،


بالدخول لصلب الموضوع مباشرة لأن ذلك أحوج ما نحتاج إليه فى حياتنا التى تحولت لمجموعة مقدمات لا تصل بنا أبداً لنتائج ،طلت علينا منذ فترة يا صديقى بعض الأخبار عن رحلات للمريخ،لا أذكر تحديدا ً الجهة التى أعلنت عنها و إن كنت أظنها أمريكية،وعلى ما أتذكر أيضاً أن الكائن الأرضى مننا إذا أراد الاشتراك فى هذه الرحلة السياحية فعليه أن يكتب إقراراً ما معناه أنه يتحمل عواقب الرحلة..يُقر بأنه يعى تماماً أنه قد لا يعود مرة أخرى للأرض..هكذا كانت شروط الجهة المنظِمة.



لا أكتب لك لتستغل نفوذك و علاقاتك الواسعة بأصدقائك فى كوكب المريخ لتتقصى لى عن الأمر..لست متحمسة للفكرة أساساً..فمنذ سنة زرت مع أصدقائى دريم بارك وهى مدينة ملاهى فى كوكبنا..و بعد يوم من اللعب و التنطيط جلسنا أنا و أصدقائى نردد على أنفسنا سؤال : " احنا بنعمل فى نفسنا كدة ليه ؟" ..اكتشفنا وقتها أننا أصبحنا أكثر ميلاً لما يمكن أن نسميه خروجات استشفاء الروح..تلك الخروجات التى تلتحم فيها روحك بالطبيعة..نعم يا صديقى تلك الخروجات الأقرب للــ " تناحة " ..بأن تجلس فى صمت تام تستمتع بالشمس ..أو " تتنح " تماماً أمام البحر..أو تجلس بسعادة حمقاء على " ملاية كاروهات " ممتدة على بساط أخضر و " ترغى  رغى يدفّى القلب " .


لذا فدعك من فكرة رحلة المريخ..أعلم أنها لن تبهجنى  ..ولذلك تحديدا ً أكتب لك يا على ،،لن يُخلصنا اختيار مغادرة كوكبنا برمته من التخلص مما يؤلمنا..هى مغامرة..أو انتحار ..هى خطوة غير محسوبة عموماً، لكن الأمل فى حد ذاته بأن مغادرة الكوكب  هى السبيل للحياة أصبحت أراها فكرة مستهلكة تسلبنا أيامنا على هذا الكوكب ..نعم كوكبنا لا يُطاق يا صديقى..ولكن ما الذى نفعله فى الواقع ..ما نفعله هو الزج بأنفسنا فى ركن ضيق للغاية ..فإما مغادرة الكوكب أو لا شىء.." فلا نطول الرحلة..و لا نعرف نعيش لغاية ما تحسم الرحلة أمرها مننا "!


قمة العقل يا صديقى أن نحارب..و نجاهد ..و نقاوم  لنستمتع بحياتنا ..لا أن نستمر فقط..نستمتع بها حتى و إن كان كل  المتاح من الحياة أمامنا هو فقط ذلك الركن الضيق !




هيه..المهم ..دعنى أعترف لك بسر أحمق صغير..
وقت أن جلست لأكتب لك ذلك الخطاب ..ربما كنت أنوى أن أحدثك فى أمر أخر تماماً..أمر يشغلنى بشدة مؤخراً..و باتت هذه طريقتى لمواجهته..تغيير الموضوع تماماً كلما اقتربت من مناقشته !
"ودى لعنة يا صديقى" .. لعنة  أن "تحوم " حول ما تريد .. فلا تصل أبداً و لا تنسى أبداً ..ألم أخبرك يا صديقى فى بداية الخطاب أننا أحوج ما يكون لمزيد من الوضوح و المباشرة فى حياتنا !

لكننى سأحدثك عن هذه اللعنة فى خطاب قريب إن شاء الله.."الموضوع  بس عايز  قعدة حلوة و مج نسكافيه لزوم الشرح و التعبير".. و إلى أن يحدث ذلك فلك منى كل الود و الإحترام.


من كوكب الأرض
                       مع تحياتى ،،