الأحد، 29 سبتمبر 2013

بهجة اللامنطق :)

صباح جميل..


فى الواقع لم يتغير شىء من الأمس إلى اليوم..لم تحدث معجزة تخلص روحى من آثار الليلة الماضية التى قضيت فيها ساعات لا بأس بها فى نوبة بكاء هستيرية..


لم أبك من وقت طويل جدا ً..حتى البكاء عجزت عنه لدرجة أكدت لى أننى فى مرحلة تجاوزت الطبيعى ..مرحلة من الحزن الشديد المصحوبة بمحاولة "استهبال" كبيرة..جعلتنى غير قادرة على الإنتماء لأى حالة بشكل واضح..فلا أنا  قادرة على أن أترك الحزن يتجلى..و لا أنا قادرة على ترك  مجالاً للاستهبال ليعبر عن نفسه كما ينبغى ويخدرنى عن مجابهة ذلك الواقع الذى لم أعد قادرة على معايشته بنفس الطريقة .


تخترق رأسى عبارات درويش: يحاصرنى واقع لا أجيد قراءته / فى البيت أجلس لا سعيداً ..لا حزينا ً..بين بين .


المهم ..صباح جميل

ألا يقولون أن معنى الأشياء ينبع من إحساسنا الذى نضفيه عليها..ربما لا تكون فى حقيقتها جميلة على النحو الذى نرسمه فى مخيلتنا و لكننا نستشعرها كذلك..فيستقر فى يقيننا بالفعل أنها جميلة.. إذن ربما لا يكون صباحى جميل ..لم يتغير بالفعل أى شىء فى تلك الساعات التى ذاب فيها ظلام الليل و ظلمة البكاء فى ساعات النور.. و لكننى أشعر ببعض النور .


هل أنا أصلا ً فى حاجة لأن أفسر لما أشعر ببهجة غير منطقية ..هل ثمة ما يُفسد أى بهجة أساساً سوى محاولة مَنطقِة إحساسك و إخضاعه  للتحليل  و السماح لعقلك بممارسة فنون القتال مع ما يسرى فى روحك من إحساس . . ربما أحياناً يكون الغرض..كل الغرض من  إحساس  ما يستودعه الله قلبك هو فقط أن تعيشه..تستمتع به على سجيته و إرتباكه و غموضه ، قبل أن تحوله لأكواد ترسلها لعقلك فتبدأ بهجتك اللامنطقية فى التلاشى مقابل علو صوت العقل  الذى يقارب على دغدغة أنسجة رأسك.


نعم من العقل التحلى ببعض العقل..و لكن فليذهب العقل و المنطق إلى الجحيم الآن ..الآن تحديدا ً أريد أن " أخطف من الزمان لحظة غير منطقية " ..فهل لى ذلك ؟



إذن صباح جميل
قررت أن يكون صباحى اليوم جميلاً،و على نحو غير ما آلفته سابقاً..اليوم سأؤجل بعض الأعمال التى كان ينبغى الإنتهاء منها..بالقطع ليس هذا الجزء غير المألوف..ما أعنيه هنا أننى سأجعل الأمور تسير بشكل عكسى ..ربما  أنا الآن أثور بشكل غير منطقى على كل ما هو منطقى..
 كان المنطقى فى نظرى للأمس فقط أن أنهى أعمالى أولاً و لذا كنت أؤجل فى المقابل أِشياء كثيرة..مواعيد..لقاءات، ماذا إذن لو أجلت تلك الأعمال الهامة لحساب تلك الأشياء الكثيرة..و المواعيد ..و اللقاءات..غير منطقى أليس كذلك؟..إذن فهو المطلوب !



كانت صديقتى تلك قد هاتفتنى منذ عدة أيام.. لم أرها  ربما منذ سنتين ..طلبت منى أن نلتقى..وكعادة كل مكالمتنا ظل المعاد معلقا ً ليوم ما..


استيقظت اليوم و هاتفتها : " النهاردة الساعة 4 ..نتقابل و نشوف هنروح فين ".
تعجبنى دائماً اللقاءات غير المرتبة بدقة..لصدفة غير مفهومة استمتع بها دائما ً أكثر من أى شىء أعده " بحنتفة" ..


الحنتفة أمر ليس مرهقاً فحسب .. بل بائس أيضاً، ربما من فرط رغبتك فى أن يسير كل شىء على النحو الذى تصورته فى رأسك ،تتمكن  بعض التفاصيل التافهة  من تعكير مزاجك.. لا لأنها تستدعى إنتزاع و تعكير المزاج حقاً ، و لكن لأنها فقط خرجت عن السيناريو المحنتف الذى ابتدعته رأسك..ربما لذللك يقولون إذا أردت أن تحيا سعيدا ً فتوقع قليلاً..


إذن سأدع الحنتفة جانباً ..فقط سأقابلها، و إلى حيث ستذهب بنا أقدامنا ..سنذهب..هو أمر أشبه بأن تفاجىء نفسك ..و أنا اليوم أشتهى من نفسى مفاجأة الخروج عن المألوف ..تنتابنى حماسة شديدة..و بعض البهجة الحمقاء غير المبررة..أشعر أننى فى موعد مع نفسى لأفاجئنى بمفاجأة قررت أن يكون موعدها اليوم و لكننى لا أعرف تحديداً ماهى، وفى الواقع ..يروقنى ذلك كثيراً  .