حنين
أندهش للغاية أن ذلك الإحساس يراودنى الآن..
عادة يقترن عندى الشعور بالحنين ببداية حلول الشتاء..أجدنى وقتها أعود بالزمن للوراء..أفتقد أيام زمان..ناس زمان..حتى إحساس زمان كان مختلف!
أفتقد كل هذه الأوقات التى أدرك جيدا ً أنها لن تعود مرة آخرى..حتى آلة الزمن تلك التى دارت عنها الكثير من الأفلام فهى إما أن تعود بك لزمن سحيق لم تحياه أو تلقى بك فى مستقبل بعيد ربما لن تمتد بك سنوات العمر لتعيشه.. لا أذكر أننى رأيت فيلما ً أخذت فيه آلة الزمن الأبطال إلى حيث يريدون تماماً.
زمان فى مفهومى ليس زمنا ً سحيقا ً..لست أنا تلك العجوز التى تتندم على أيام الصبا و الشباب..بل أنا صبية تفتقد وقت أن كان بالحياة حياة..قبل أن تزدحم الأيام بكل هذه المهاترات السخيفة..قبل أن نقع فريسة لحوارات لابد أن تُقال..و مواقف لابد أن تواجهها..و أيام عليك أن تحياها.
يقتلنى ذلك الحنين لأصدقائى..لأيامنا قبل أن تختلف الظروف و تبعد بيننا المسافات ..قبل أن تفصلنا البلدان ..وقت أن كانت الحياة بسيطة و الخيارات رغم محدوديتها إلا أنها كانت جميعها تسعدك.
أفتقد حتى هؤلاء اللذين لم تجمعنى بهم صداقة قوية..و لكنها كانت زمالة كفيلة بإضفاء معنى ما على حياتك..هل تعرف هؤلاء اللذين تملأ أخبارهم حياتك " بدوشة محببة "..تتابع قصصهم ..مغامراتهم..تستمتع جداً بإختلافهم عنك..لأنه إختلاف كان يقضى على رتابة و ركود الحياة..كان لديهم دائما ً جديد " يدوشوك بيه".
العجيب فقط أن يزورنى هذا الإحساس فى غير الموعد المعتاد..و لكن حقا ً ليس للحنين وقت..فهو يغزوك دائما ً فى الوقت الذى تعتقد فيه أنك تحررت من الذكرى ليدهشك بأنك أضعف من النسيان !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق